تناول الشيخ راشد الغنوشي في خطبة الجمعة ليوم 29 ماي 2015 موضوع إدارة الإختلاف في الدول العربيّة عموما و تونس خصوصا كهاجس إنساني يفضي إلى إحدى حقيقتين إمّا تنافس أو تنافي و إقصاء.
الشيخ الغنوشي إنطلق في خطبه من مجيء الناس أحرارا إلى الحياة الدنيا و قد ميّزهم خالقهم سبحانه و تعالى بعقول تميّز بين الحق و الباطق و بين الخير و الشرّ و أرسل إليهم أنبياء من خيرة خلقه ليعينوهم على توخي الصراط المستقيم على إعتبار أن هذا الإنسان خلق من طينة مميزة مؤكدا أن الشعوب و المجتمعات تتمايز من خلال نوع إدارتها لما يحصل بينها من خلافات أين يتوافق بعضهم، يتخاصمون و يختلفون فتكون مهمة السياسات تنظيم الإختلافات و تلك مهمة المصلحين و الدول.
و إعتبارا لنزول الأنبياء ليسوسوا الناس قال الشيخ راشد الغنوشي أن السياسة هي إدارة الإختلافات و مسلك يمضي إما في سبيل التنافي أو في سبيل التنافس و سيظل الناس مختلفين و لا يزالون فإما أن يدار الإختلاف بالقوة أو أن يدار بالمنافسة و كل الأنظمة التي إحتكرت السياسة و الإقتصاد سقطت و ظلت الأنظمة القائمة على المنافسة فالثورات تقوم ضدّ محاولات صبّ الناس في قالب واحد.
و شدّد الشيخ الغنوشي على أن الديمقراطية هي أسلوب في إدارة الإختلاف سلميا و تلك هي الشورى فالنبي لم يقمع الإختلاف بل طبق الشورى و في التاريخ الإسلامي في مستوى المجتمع ظلت الإختلافات بين الفقهاء و الأدباء و الشعراء موجودة لكن في المستوى السياسي وقع قمع التنافس.
الشيخ راشد الغنوشي نوّه في خطبته بأن العالم العربي يعيش اليوم نمطين و أسلوبين في إدارة الإختلاف إذ هنالك دول لا يزال الإختلاف فيها يدار بمنطق الإقصاء و التنافي مثل أحكام الإعدام و فتن الحروب الأهلية نتيجة سيادة منطق الإقصاء في حين أن العبقرية و السياسة هي كيف ننظم هذا الإختلاف مؤكدا أن تونس قد نقلتها الثورة من أسلوب إلى أسلوب فقد كان الإختلاف يدار بمنطق الإقصاء و السجون و التعذيب و حصول ثورة معناه أن النظام السياسي غير قابل للتطور من داخله أما الآن فهي بصدد الإنتقال من ذلك الطور إلى طور إدارة الإختلاف عن طريق التنافس عبر حرية التعبير و التظاهر و الإنتخاب و غيرها و هذا ما يميّز الشعوب المتحضرة.
و قال الشيخ الغنوشي أن النقلة لم تتم بعد مؤكدا ما يحصل الآن في البلاد مثير للقلق و هو يدل على أن هذا الإنتقال لم يحصل بعد إذ مازال بعض الناس يحدثون أنفسهم بأن إحتكار السياسة مازال ممكنا و هذا أمر موجود في تاريخ الثورات ففي فرنسل مثلا الإنتقال من النظام الملكي الدكتاتوري إلى النظام الديمقراطي أخذ نحو مائة سنة و عموما فإنه بين سقوط الإستبداد و قيام الحق و العدل ثمة مسافات واسعة و محن.
الشيخ راشد الغنوشي وجه دعوة إلى الرشد و إلى تنظيم الخلافات بمنطق التنافس لا بمنطق الإقصاء و التنافي مؤكدا أن الثورة التونسية تميزت بالسلمية و أدارت إختلافاتها بالحوار و التوافق حتى لو كان الثمن ترك السلطة لأن تونس أغلى و قال "بقيت شمعة تونس تضيء و على الجميع أن يتحمل مسؤوليته".
تحدث الشيخ راشد الغنوشي خلال خطبة الجمعة الموافق للثاني والعشرين من شهر ماي 2015 عن أهمية قيمة العمل خاصة خلال الظروف ال ...
قراءة المزيدعلى قدر حاجة الناس للدين لا يستقيم خلق ولا يستقيم للناس حياة دون دين ومن اضاع الدين اضاع الدنيا إذ بقدر حاجة الناس للدين ...
قراءة المزيد