ثلاثية مخيفة (السلطة والسجن والمنفى)
02:01:25 2024/01/29
نهاية الأسبوع الماضي راجت إشاعة مفادها وفاة الأستاذ راشد الغنوشي (الشيخ)في سجنه وحتى لا يسهم النفي في مزيد الترويج أمسكنا عن التصريح وهذا لم يمنع من إجابة من إتصل بنا من الصحفيين بأن الشيخ بخير إستنادا لمحاميه وعائلته وليس عندنا خلاف ذلك ولكن الإشاعة لم تعرف التوقف والإنحسار لذلك بادرنا بإصدار بيان من باب المسؤولية وحتى نعفي الجهات الرسمية من أن يقال عنها أنها تعتم على وضعية رئيس الحركة أو أنها تستهين بالإشاعة ودوافعها
ثلاثية مخيفة (السلطة والسجن والمنفى)
نهاية الأسبوع الماضي راجت إشاعة مفادها وفاة الأستاذ راشد الغنوشي (الشيخ)في سجنه وحتى لا يسهم النفي في مزيد الترويج أمسكنا عن التصريح وهذا لم يمنع من إجابة من إتصل بنا من الصحفيين بأن الشيخ بخير إستنادا لمحاميه وعائلته وليس عندنا خلاف ذلك ولكن الإشاعة لم تعرف التوقف والإنحسار لذلك بادرنا بإصدار بيان من باب المسؤولية وحتى نعفي الجهات الرسمية من أن يقال عنها أنها تعتم على وضعية رئيس الحركة أو أنها تستهين بالإشاعة ودوافعها
والغريب في الأمر أن بعض المعلقين ذهبوا في وثوق ليس بعده وثوق إلى أن النهضة هي من صنعت الإشاعة ومن فندتها ولم يقدموا على ذلك أي دليل في حين قام الدليل القطعي على أن الرواج تم خارج فضاء النهضة وهو ما أكده الأستاذ سمير ديلو بعد يومين من ظهور الإشاعة إذ قدم الدليل عن ضربة البداية ومصدرها في نفس الإذاعة التي إدعت أن النافي هو الناشر وفي ذلك رد على منابر أخرى ذهبت نفس المذهب .
الشيخ راشد الخريجي الغنوشي ليس مكانه السجن حسب رأيي والمعارضة ليس وضعها الطبيعي الإقصاء والدول الديمقراطية تفخر بمعارضتها وتحميها وتوفر لها كل أسباب العمل والقيام بدورها
المعارضة وضعية دستورية لا تترك شاغرة لأنها من مصادر شرعية الحكم ومن أدوات مراقبته مراقبة الشريك في الوطن لا الشريك في السلطة
أنظروا اليوم دور المعارضة في الكيان الصهيوني هي صمام الأمان الوحيد إذا سقطت حكومة الحرب وهي مدوعة لأن تكون جاهزة لاستلام الحكم بين ساعة وأخرى
فكيف يكون الأمر زمن السلم ومع طرف لا ينافس على السلطة ولا يتصدر المشهد ولا يهرول لصنع إستقطاب ولم يتورط في إنشاء إزدواجية مؤسساتية وجعل وحدة الدولة مصلحة ليس فوقها مصلحة
أذكر أني ذات مرة ونحن حديثو عهد بالثورة قد طالبت بعودة عفيف الأخضر من منفاه وإستقباله بما يليق بتاريخه ومواقفه وطالبت بعودة جلال بريك والهاشمي الحامدي ولم يكن سواهم في المنفى بعد أن إحتضن الوطن كل معارضي نظام بن علي من يسار ويمين وفتح لهم أبواب المشاركة وطويت صفحة الإستبداد الأليمة ولم يعد الشعب التونسي منقسما وصار منيعا وقادرا على هضم الظواهر الجديدة إذ لم يعد التعدد والتنوع محرما رغم أن أصوات الإقصاء الإيديولوجي والتكفير لم تصمت تماما ووجدت من يغذيها ممن لا مصلحة لهم في الوئام الوطني
واليوم وللأسف يتزايد عدد المعارضين في المنفى
ويتزايد عدد المعارضين في السجن
وقد يسعى البعض إلى إحداث شغور في المساحة المتاحة للمعارضة وفي ضمانات إستدامتها فنكون أمام معادلة ثلاثية مخيفة (سلطة-سجن-منفى) وقد تتالت الدعوات البائسة لحل الأحزاب وإستهداف المجتمع المدني
وإذا صودرت مساحة المعارضة سيتحول الوطن إلى سجن كبير يغري بالمنفى