سنة من الإعتقال: بعد سنة من الاعتقال طرحت سؤالين تقييميين: هل كان ضروريا القاء ذلك الخطاب في المسامرة ام كان بالامكان تجنب ما حدث؟ وماذا انجزت خلال هذه السنة؟ اما السؤال الاول فانتهيت فيه الى الجواب التالي: ما حدث لم يكن حدثا عرضيا، وخطابي تلك الليلة كان مناسبا لما حدث في بلادنا ذات 25/7/2021 وهو الانقلاب الذي يعبر عن "سلطة الفرد" والحكم المطلق .الانقلاب هو تجسيد لحكم الفرد بما يتضمنه من بيان رقم 1 و حل المؤسسات الدستورية و اصدار مراسيم . لم يكن خطؤنا اننا كنا سباقين في الاعلان ان ما حدث انقلاب واننا سنقاومه سلميا في اطار القانون ودستور 2014. خطؤنا كان في اختيار شخص غير مناسب سنة 2019. ولو كانت الثورة كتابا لما وجدنا له فيه سطرا. اعلاننا انه انقلاب لم نتاخر فيه ونقلنا الصورة للشعب وللعالم بألوانها الطبيعية. تناقضنا مع هذا المسار هو تناقض له أسس وليس تناقضا عرضيا يمكن تغطيته بكلمات في مسامرة. هو شخص اعطيناه اصواتنا- أغلى ما يملكه اي حزب، لنجد انفسنا امام منهجين: الديمقراطية وحكم الفرد الذي امتد من الصادق باي الى بورقيبة وبن علي وانقطع بعد الثورة ليعود بعد الانقلاب. نحن لا نندم على ما قررناه ولكن نندم فقط على منحنا الثقة لمن عاد بالبلاد الى الوراء، الى حكم الفرد. والدليل على اننا سلكنا الطريق الصحيح هو التحاق اغلب العائلات السياسية والحقوقية. وما تشكل جبهة الخلاص الا تعبير عن ان هذا الخط صحيح ، انه خط اللقاء لرفض الحكم الفردي. هو استكثر السلطة على القضاء وعلى البرلمان واعتبرهما وظيفة وجعل كل السلطة بيده . اما السؤال الثاني فانتهيت فيه الى الجواب التالي: ان المطلوب من السجين السياسي هو الصمود لان الناس يدخلون السجن متحمسين من اجل افكارهم غير ان السجن كسار للعزائم. لذلك كثير من التنظيمات كسرها السجن فتنتقل الى التقييم ونقد الذات، ثم بعد ذلك يجلدون ذواتهم ويوجهون اصابع الاتهام لانفسهم بعد ان كانوا قد دخلوا السجن لانهم وجهوها الى السلطة. الحمد لله ان كل المساجين السياسيين صامدون لم يتعذر منهم احد، ثابتون على موقفهم في اعتباره انقلاب وثورة مضادة سنقاومها جميعنا بقيم الديمقراطية والسلمية والمحافظة على جوهر المعارضة. وواجب السجين السياسي الثاني هو الحفاظ على صحته ونحن نحاول قدر الامكان فعل ذلك. السجن مصادرة للانسانية حتى ان كل الانبياء لم يُهدَّدوا من اجل افكارهم بالسجن الا فرعون فقد هدد بالسجن لانه يعي وهو فرعون المتجبر ان السجن هو اكثر المؤسسات التي اخترعها الانسان توحشا لانها تسلب الحرية والله خلق الانسان حرا. ان السجن فرصة للتأمل ايضا و الكتابة والمطالعة وقد طالعت خلال هذه السنة موسوعة ابن ابي الضياف و كتاب السيرة النبوية للدكتور علي الصلابي ومجلدات بيرم الخامس و تاريخ الفلسفة الغربية وعددا اخر من العناوين في الدين والفلسفة والسير . كما اعدت قراءة كتب من ذلك مقدمة ابن خلدون واعمال محمد الطاهر بن عاشور (اصول النظام الاجتماعي في الاسلام ) ومقاصد الشريعة واليس الصبح بقريب وافاق اسلامية للفاضل بن عاشور وموسوعة احمد امين وغيرها من الكتب. ان السجن في مجمله خير لان امر المؤمن كله خير . نحن اخترنا الحرية ودخلنا السجن دفاعا عنها وهو ضريبة الحرية .هناك اليوم من يتهم المقاومة الفلسطينية انها تتحمل وزر عشرات الالاف ممن ارتقوا شهداء وكأن الشعوب التي تحررت من العبودية لم تدفع الثمن الذي يليق بحريتها من دماء و اموال. فمن يخطب الحسناء لا يغله مهرها. تونس العزيزة احتفلت منذ ايام بعيد الشهداء ، 9 افريل، الذي ارتقى فيه الشهداء من اجل برلمان تونسي يعبر عن ارادة الشعب . تونس دفعت شهداء بلا عددٍ من قتلوا في اضراب 78 وثورة الخبز وحرب الجلاء ، لا نعلم عددهم وهو عدد كبير بالتاكيد، تونس دفعت بلا عدد من الشهداء من اجل الحرية. ثورة الحرية والكرامة هي تعميد لدماء الشهداء وكل شعب ياخذ من الحرية بقدر المهر الذي دفعه. ان الحركة اول من اعلن انه انقلاب و ذلك دليل على ان فكرة الحرية تعمقت ولا مساومة عليها مهما كان الثمن والتضحيات. وان التقاء عديد العائلات السياسية على اعتباره انقلاب يؤكد ان لا ديمقراطية في ظل رفض اي فكر سياسي والنهضة ابرز عنوان للتاكيد على الحرية من عدمها وان الحرية لا تتجزأ كما المبادئ اما كل او لا. #غنوشي_لست_وحدك #FreeGhannouchi
...
قراءة المزيد...
قراءة المزيد