والدي يرفض الخضوع لطغيان قيس سعيد في تونس قبل سنة بالضبط، اعتُقِل والدي راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي المنتخب، من منزلنا في تونس العاصمة بينما كان بصدد تناول إفطار رمضان. لقد تآكلت سيادة القانون بالفعل خلال السنة ونصف السنة الماضيتين منذ انقلاب الرئيس قيس سعيّد في 25 جويلية 2021، عندما أمر بحلّ البرلمان وإقالة الحكومة بينما منح نفسه صلاحيات شبه مطلقة. وبعد تعليق معظم مواد الدستور والحكم بمرسوم، كل ما بقي على سعيّد فعله هو سحق أحزاب المعارضة التي رفضت الوقوف مكتوفة الأيدي بينما قام بانتهاك الحريات وتفكيك المؤسسات الديمقراطية التي اكتسبتها تونس بشق الأنفس. إن المنزلق الاستبدادي الذي شهده التونسيون منذ انقلاب سعيّد اتبع مسارًا مألوفًا وضعه المستبدون في بلدان أخرى: دستور جديد بسلطات تنفيذية غير خاضعة للرقابة تمت الموافقة عليه في استفتاء مشكوك فيه؛ وقوانين جديدة صارمة تقيّد حرية التعبير؛ والاستيلاء على السلطة القضائية لاستخدامها ضد المنافسين السياسيين؛ واستهداف أي منتقدين ومعارضين بإجراءات حظر السفر والإقامة الجبرية والسجن.
...
قراءة المزيد...
قراءة المزيد