قال الشيخ راشد الغنوشي في حوار على موجات الإذاعة الوطنية أن الدعوة إلى المصالحة الإقتصادية التي دعا إليها رئيس الجمهورية السيد الباجي قائد السبسي هي تسوية تهدف إلى حماية الثروة الوطنية من التبديد إذ لا مصلحة لتونس من بقاء رجال الأعمال و ثرواتهم خارجها و لا من سوء إدارة بعض الشركات المصادرة.
و أضاف الشيخ الغنوشي أن تونس ينبغي أن تتصالح مع تاريخها و أن دعواة المصالحة الوطنية لا تعني عدم المحاسبة او التغطية على الجرائم بل تنظيف الجروح و إعتذار من أخطأ حتى يتم تصدير بلاد موحدة لجيل جديد يستقبل الحياة بعيدا عن الثأر مشددا على أن ذلك لا يمس من دور هيئة الحقيقة و الكرامة المشرفة على ملف العدالة الإنتقالية باعتبارها هيئة دستورية لها قانونها و مهماتها.
و تعليقا على تنامي ظاهرة التنظيمات المتطرفة و التواجد الكبير للشباب التونسي ضمن صفوفها قال الشيخ راشد الغنوشي أن ذلك يعود للتصحر الذي فرضته دولة الإستقلال و النظام السابق عبر ضرب التعليم الديني و جامع الزيتونة ما جعل من تونس "أرضا منخفضة تأتيها التفسيرات السلفية من دول الخليج و غير الخليج" مؤكدا أن هؤلاء الشباب هم "أبناء بن علي و ليسوا أبناء النهضة".
و عن المطالب المتنامية للحراك الإجتماعي المطالب بالزيادات في الأجور إعتبر الشيخ الغنوشي أن حركة النهضة التي يتزعمها تقدّر أن مستوى الدخل عند عموم التونسيين ضعيف و محدود و أنها تدافع عن حقوق الطبقات الشغيلة و عن نضالات الإتحاد العام التونسي للشغل من أجل تحسين مستوى المعيشة مشددا على أن هذه الزيادات يجب أن ينظر فيها بحسب إمكانيات البلاد و أضاف أن القاعدة القديمة التي تربط بين الأجور و المردودية الإنتاجية مهمة جدا باعتبارها تساهم في رد الإعتبار لقيمة العمل التي تدهورت في السنوات الأخيرة في البلاد.
الشيخ راشد الغنوشي قال في الحوار الإذاعي كذلك أن موقفه من الرئيس السابق الحبيب بورقيبة لم يتغيّر بل "أصبح أكثر واقعية" على حد تعبيره مؤكدا أنه مازال يعيب عليه ما كان يعيبه عليه صحبة كل المنصفين بإعتبار أنه اسس نظاما ليس ديمقراطيا وهو ما ادى الى اصطدامه مع اليسار و حتى العائلة الدستورية مشددا على أن هذا الإختلاف حول المسألة الديمقراطية و قضية الهوية لا يبرر إنكار الدور الذي لعبه بورقيبة في التحرير و بناء الدولة.
أدلى الشيخ راشد الغنوشي اليوم الأحد 14 جوان 2015 بحوار لإذاعة "أوازيس أف أم" الجهوية بولاية قابس تحدث في ...
قراءة المزيد...
قراءة المزيد