يوفر موسم الحج إلى بيت الله الحرام، كما روحانية رمضان، وكذا ميلان سنة قمرية وحتى شمسية إلى الأفول واستشراف أخرى، فرصا للتأمل والذكر والتقرب إلى الله وتصفية القلوب من أدران الذنوب والأحقاد وتنمية أواصر التواصل والتراحم وتجديد الطاقة والمحاسبة والاعتبار، شأن أهل التجارة إذ اعتادوا اتخاذ هذه المواسم موعدا لإخراج زكوات أموالهم، بما يقتضي تمحيصا لمحصول كسبهم.
وكثيرا ما عبر القرآن الكريم عن مشاريع الإنسان في الحياة بالتجارة "هل أدلكم على تجارة " (الصف: 10/61). الأمة على مشارف نهاية سنة، فحريّ بها أن تتحرى كسبها: مواطن الفلاح ومواطن التراجع، فهل تغير شيء ما في المشهد العام لحال الأمة عما بدا لنا في مثل هذه المناسبة من عام مضى؟
1- في مستوى الإصلاح السياسي:
أ- ما يبدو تقّدم يذكر بل تراجع وفشل وتفاقم لأزمة الأنظمة وانسداد عن الموعودات بما أفرغ الخطاب السياسي من كل مصداق، ولا سيما بعد تراجع الإدارة الأميركية الحالية عما كانت قد تحمّست له إدارة بوش الأولى عندما ربطت بين "الإرهاب" وبين
الدكتاتوريات العربية باعتبارها مورده الأساسي، فسلطت عليها ضغوطا من أجل الإصلاح، غير أنه ما إن أظهرت النتائج في مصر وفلسطين فوز التيار الإسلامي الحامل للواء المقاومة أو الداعم لها حتى بدأ التراجع وعودة الدفء الكامل للعلاقة بين الدكتاتوريات العربية والأنظمة الغربية، بلغ أوجه مع إدارة أوباما، وزيارة مبارك للولايات المتحدة بعد هجر لها طويل مصحوبا بوريثه، وما يعبر عنه الحزب الحاكم في مصر من ثقة في نفسه وتيئيس للإخوان منافسه الرئيسي أنهم لن يطمعوا هذه المرة في الحصول على ما كانوا حصلوا عليه الانتخابات الماضية. وجرأته على طرح موضوع التوريث، وقبوله التنافس بين زعاماته على مقاعد البرلمان شاهد على إفلاسه.
ثقة من نفس النوع يعبر عنها النظام الأردني تجاه معارضيه الإسلاميين، ما حملهم على موقف جريء غير معتاد، موقف المقاطعة، وحّد صفهم، وذلك بعد أن بلغ سيل التزييف الزبى.
ورغم أن ما حققته المعارضة الشيعية في البحرين من فوز باهر فإن ذلك لا يبدو أنه سيغير كثيرا من الطبيعة الانفرادية للسلطة بالقرار، شأن أخواتها العربيات، إذ لم يمض وقت طويل على اتهام المعارضة بمحاولة قلب نظام الحكم ومحاكمتها..
وفي ليبيا رغم الخطوات التي قطعها الإصلاح على صعيد الحوار مع الجماعات الإسلامية أفضى إلى إطلاق سراح المئات وعودة مهجرين، فإن "مشروع ليبيا الغد" الإعلامي الانفتاحي لا يزال يتعرض لغارات الشد إلى الوراء.
وفي تونس لا يزال الوضع العام يتسم بالانسداد والاحتقان والتأزم وإحكام قبضة البوليس وجماعات النهب للمال العام على رقاب الناس، لم يغير من ذلك شيئا إطلاق سراح أقدم سجين نهوضي صادق شورو، الرئيس السابق للنهضة، فقد انضم إلى آلاف من إخوانه إلى السجن المفتوح محروما من جملة حقوقه، بل إنه في نفس يوم إطلاق سراحه انطلقت غارة جديدة على عدد من السجناء النهضويين القدامى وتعرضوا لضروب قاسية من التعذيب.
وهذه شهادة أحدهم السيد علي بن عون وهو سجين نهضوي قضّى في مضافات الجمهورية ست عشرة سنة، ولم يمض بعيدا بعد مغادرتها حتى أعيد إليها بتهمة أنكرها: الجلوس إلى بعض أصحابه لاستعادة التنظيم، حيث أكد أمام المحكمة أنه" تعرض لتعذيب شديد: أجلسوه على زجاجة مهشمة وأدخلوا عصا في دبره وتم تعليقه في شكل دجاجة تشوى، كما أجبروا زميله "سيف الدين بن محجوب" على الاعتداء عليه بالصفع مرات، وتم تصويره وهو عار تماما وفي أوضاع شتى، وكانوا يسخرون منه "(موقع الحوار نت 9/11/ 2010 ).
وليس حال آلاف سجناء شباب الصحوة الجديدة أفضل حالا بل أسوأ، إلى جانب سجناء صحفيين كالسيد الفاهم بوكدوس.. عيّنات مما يجري في المسالخ العربية لبلدان لا تزال تحظى أنظمتها بأزهى التزكيات ووافر المساعدات من قبل أعرق الديمقراطيات الغربية.
بالخلاصة ما تبدو في الأفق العربي بوارق أمل في الإصلاح السياسي، لا حديث إلا عن توريث ومحاكمات وسجون وتعذيب ونهب للمال العام من قبل الأسر المالكة، جمهورية وملكية.
ب- الإيجابي في هذا المشهد الكالح أن سنة الله سبحانه اقتضت أنه كلما اشتد الميلان والتطرف في اتجاه، إلا وكان ذلك إيذانا بانبعاث قوة جديدة أو تيار في الاتجاه المعاكس يعدّل الموازين.
إن انسداد آفاق إصلاح النظام العربي وتمحّضه للعنف والنهب في الداخل وتآكل شرعيته، وتهالكه على استرضاء الخارج ولو بالتفريط في ما تبقى من استقلال البلد، أخذ يعزّز موقف المطالبين بالتغيير ونفض اليد نهائيا من مطلب إصلاح أنظمة فات أوان إصلاحها بعد أن نخرها الفساد حتى العظم وسدّت كل منافذ التهوية شأن البناء المهتز يخشى عليه من كل محاولة إصلاح أن تسرع بانهياره فوق رؤوس أهله. فأنى يرتجى له إصلاح ؟ وبأي وجه على قطرة من حياء، يمكن الدفاع عن مثل هذه الأنظمة؟
مؤشرات متزايدة على تصاعد الغضب في المنطقة تعبر عن نفسها بانفجارات شعبية محلية ضد الفساد والنهب كما حصل السنة الماضية ب المغرب و الجزائر و تونس و مصر و اليمن ..، إلا أنها لم تبلغ حالة الانتفاض العام بسبب ضعف المعارضة وعدم جرأتها في طرح مطلب التغيير، وبسبب ما تلقاه الدكتاتوريات من دعم خارجي.
وتمثل مصر حالة متقدمة من الحراك السياسي الذي أخذ يجمع قوى جديدة وتقليدية حول مطلب التغيير تؤطّره "الجمعية الوطنية للتغيير" التي يُعد انضمام الإخوان لها، وظفرها برمز وطني يحظى بقبول معقول داخلي وخارجي، كسبا معتبرا لما يحدث في هذا القطر الكبير من تحول نوعي من مطلب الإصلاح السياسي إلى مطلب التغيير.
ومن ذلك رفض البرادعي الاندراج في لعبة الأحزاب ودعوته إلى مقاطعة الانتخابات وعيا منه بأن الوضع يتطلب تغييرا وليس إصلاحا، تغييرا ينطلق من إعادة النظر في جملة قواعد العمل الأساسي التي صاغها الاستبداد لضمان تأبيده، مما يتناقض مع مطلب التغيير.
إن مصر -ومن ورائها المنطقة - تقف على أعتاب طور جديد من تاريخها، هناك أنظمة نخرها الفساد حتى العظم وتتجه إلى التحلل والعجز عن أداء الوظيفة الأساسية للفرعون: توزيع المياه والموارد، فعندما يتقاتل الناس على الرغيف وعلى قنينة الغاز الذي تصدّر إلى العدو الصهيوني بأبخس الأثمان وتظمأ قرى وأحياء ويتعرض شريان الحياة المائي للتهديد، ويبلغ تطاول طائفة على الدولة حد رفض تطبيق قرارات المحاكم ويعجز المسلمون وهم أغلبية البلاد وسادتها عن حماية من يأتيهم مسلما، وتفرض الدولة مقابل ذلك حصارا على غزة بوابة أمنها الشرقي بدل تحريرها، فذلك إيذان بأننا إزاء دولة تتحلل من داخلها، فإما أن يقدم حماتها على إنقاذها مقدمين على دفع ثمن التغيير أو تبلغ حالة الانهيار أو وصف الدولة الفاشلة إن بقيت هناك دولة.
ويتحمل الإخوان وهم العمود الفقري لأي تغيير جاد، مسؤولية دينية وتاريخية في الأمر.
ومع أنهم قطعوا خطوة مهمة في اتجاه "التغيير" بحملهم لمطالبه وجمعهم لمئات الآلاف من التواقيع عليها، إلا أنهم ما يبدو أنهم قطعوا شعرة معاوية مع سراب الإصلاح، فلم ينضموا إلى خيار المقاطعة لمهزلة الانتخابات بل سايروا موقف الأحزاب التي طالما وصفوها بالكرتونية.
لعل هذه "الانتخابات" بمهازلها تعمق الشرخ بين قوى التغيير وقوى الفساد والنهب وتحشد قوى التغير الفاعلة.
هذا عن "الإصلاح السياسي" من طريق لعبة سياسية رسمت حدودها وأدواتها والمشاركين فيها أنظمة منتهية الصلاحية، بما يتيح لها تحكّما فيها من أولها إلى آخرها.. انتهت إلى حالة انسداد، بلغ في مواطن مشارف الانفجار الشعبي، وفي أخرى الحرب الأهلية كاليمن..، أو اليأس ونفض اليد من العملية كما هو حال مصر.
ج- أما الإصلاح السياسي من طريق الاحتلال فلم يفض إلا للزج بضحاياه في أتون حرب أهلية، فلا الإصلاح السياسي الموعود تحقق ولا كيان الدولة الجامعة بقي، حالة المنبتّ التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا
أبقى".
وحالة أفغانستان و الصومال و العراق و باكستان شواهد صارخة على خيبة هذا المسعى، بل وصلت حالة التفكك في تلك المجتمعات حد العجز عن تشكيل حكومة بعد ثمانية أشهر من الانتخابات.
د- أما الإصلاح السياسي من طريق الانقلاب فلا يجد في الساحة على كثرة ما جرب ما يشهد له، وما انتهت إليه الحالة السودانية من خطر داهم شبه محقق، خطر الانفصال وربما تذرّر البلد جملة ، شاهد على فشل هذا المسعى، وسيمثل إن حصل وصمة في جبين الحركة الإسلامية: تسلّمت دولة تعاني تمردا محدودا ، قادته باسم الشريعة إلى تمزق، لدرجة الحديث عن الخيار بين الوحدة والشريعة وكأن الوحدة ليست مقصدا عظيما من مقاصد الشريعة. ولو بلغ ثمن سودان موحد أن يحكمه بدل بشير سلفاكير لكان قمينا بحكماء الشريعة، إنقاذا للبلد من فتن متلاحقة قد تأتي عليه جملة وتنداح إلى محيطه.
هـ- ومعنى ذلك أنه لم يبق من أمل في إصلاح سياسي جاد ينقذ أوطاننا من اتجاه لها ثابت صوب التفكك والتحلل والانفجارات والارتماء أكثر فأكثر في أحضان القوى الإمبريالية والصهيونية غير تغيير جاد عبر عصيان مدني يعيد السيادة للشعب والسلطة للقانون
والكرامة للمواطن، تقوده تحالفات وجبهات وطنية، تقدم على دفع ثمن كسر قيود شعوبنا واندراجنا بالإسلام مجددا في حركة التاريخ.
2- في مجال المقاومة: كسب الأمة ولا شك في هذا المجال معتبر بل مشرّف.
أ- لقد شهد رمضان الأخير حدثا مهما جدا هو إعلان الرئيس الأميركي سحب جيوشه المقاتلة من العراق، أحد أهم الرموز الحضارية لأمتنا، دون تنويه بانتصارات، كما فعل سلفه سنة 2003 بعد أقل من ثلاثة أسابيع على غزوه للعراق وإسقاط دولته، ولغبائه وجهله بتاريخ هذه الأمة وما يتوفر عليه مخزونها الديني من طاقات للفدى والاستشهاد لم يخطر بباله أنه بإسقاطه الدولة قد فتح عليه أبواب جهنم وأزال الحاجز الذي كثيرا ما كبت طاقات أمتنا.
كان الرئيس صدام عندما كنا ننصحه بالانسحاب من الكويت يؤكد أن أميركا لا تتحمل عودة خمسة آلاف صندوق محمل بجثث جنودها، وكان تقديره صحيحا، خطأه فقط أن جيشه غير مؤهل لفعل ذلك، ولكن شعب العراق الأبي أثبت قدرته على ذلك، فما إن شارف عدد الصناديق هذا الحد حتى نفد صبر الأميركان وأجمعوا أمرهم على الانسحاب راضين من الغنيمة بالإياب، تاركين وراءهم أوضاعا على سوئها ليست هي بحال لصالحهم بل لصالح القوى التي جاؤوا لحربها.
كذا الأحمق يفعل.
ب- في أفغانستان التي اعتبرها أوباما حربه، واضح، أنها كما كانت دوما مقبرة للإمبراطوريات منذ الإسكندر المقدوني وحتى الإمبراطورية البريطانية والسوفياتية وأن حظ الأميركان لن يكون أسعد. اليوم بلغ عدد ضحاياهم نصف ما خسروا في العراق، فهل
سيملكون من طاقة الصبر على بذل الدم والمال حتى تبلغ خسائرهم ما بلغته هناك؟. ما يبدو ذلك.
مشكلة القوى الاستعمارية مع أمة الإسلام اليوم أنه بينما يرتفع الإقبال على الاستشهاد في شباب أمتنا إلى مستويات غير مسبوقة، بأثر تصاعد صحوة الإسلام، فإن تصاعد وتائر العلمنة هناك ينحدر بمستويات التضحية بالأرواح إلى الأدنى فالأدنى، بما جعل الحرب الأميركية على أفغانستان أطول حروب أميركا، وفكرهم الإستراتيجي يكاد يجمع اليوم على أنها حرب مخسورة، فبدأ بعضهم يطرح مشاريع لتقسيم البلد لمنع طالبان من أن تتسلم البلد كله، وآخرون يؤكدون أنه لا مناص من الحوار معها.
إنها الحماقة، ألم تكن طالبان في الحكم وقد حققت مستوى عاليا من أمن البلد والقضاء على المخدرات، لماذا رفضوا التعامل معها يومئذ، هل كانوا محتاجين لخوض هذه الحرب الطاحنة التي دمرت البلد ودمرت مع حربهم على العراق بنيان الرأسمالية؟ أين كانت مراكزهم العملاقة للدراسات الإستراتيجية؟ أم هي الأساطير التوراتية التي أعشت بصر صناع سياساتهم؟ أم هي إرادة الله في إهلاك الظالمين"إنه لا يفلح الظالمون".
ج- وفي الصومال اجترحوا نفس الحماقة، أغروا صنائعهم الإثيوبيين بغزو بلد أوشك عن طريق المحاكم الشرعية أن يصل إلى حكم معقول، ففتحوا بذلك أبوابه للقاعدة وتركوه حطاما ثم عادوا لرئيس المحاكم ينصبونه رئيسا محميا بقوى خارجية.
د- المقاومة في فلسطين : وكما صمدت غزة صمودا خارقا في مواجهة الجيش الصهيوني الرهيب، صمدت في مواجهة الحصار الذي ضرب عليها من قبل الاحتلال والسلطة العاملة في ركابه والنظام العربي المتعاون معه ومن ورائه النظام الدولي، مستظهرة عليهم
بعد عون الله باحتضان شعبها لها وصبره على الشدائد وباحتضان الأمة وتصاعد المد الدولي المناصر لها والذي بلغ أوجه بانضمام دولة تركيا، كما تجلى ذلك في أبهى صوره في أسطول الحرية، وفي تصاعد مساعي نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني الذي رد وأنصاره بتحريك سراب السلام من أجل إنقاذ صورة الكيان وتوفير مناخات لاستدراج "دول الاعتدال" إلى المشاركة في إستراتيجية محاصرة إيران والتمهيد لضربها، تفكيكا لمعسكر المقاومة والممانعة، مع أن الجميع يعلم أنه لا أفق جادا لسلام مع عدو، مبرّر وجوده تفكيك المنطقة والسيطرة عليها.
لن يفعل في المحصلة غير ما أراد الله من تنشيط قوى المقاومة في الأمة وتوحيد صفوفها واستنفار طاقاتها وفرز خبيثها من طيّبها، لتحرير الجسد من سرطان فاتك.
3- في مجال إطفاء الحرائق:
لم يفعل العرب شيئا للصومال، ولا فعلوا شيئا يُذكر في الكارثة التي حلت بالباكستان. رأينا فنانات يواسين الغرقى ولم نر حاكما عربيا يقترب من البلد الذي يقف على حافة الانهيار، في تجاهل لآصرة الدين ووقوف هذا البلد مع قضية الأمة المركزية قضية فلسطين.
لا ُينكر جهد قطر في محاولة إطفاء الحريق اليمني وجهدها مع ليبيا في إطفاء حريق دارفور، وجهد السعودية وسوريا في منع تفجر الوضع اللبناني حتى الآن.
4- وخلاصة: هذه الأمة صنعها دين هو حظها في الدنيا والآخرة، فعلى قدر وعيها وعملها به وحمل لوائه تتحدد مكانتها. وواضح أن صحوة الإسلام في تصاعد، ما اضطر حتى الدول المخاصمة لدعاته أن تحاول الاقتباس من نوره، فتتسابق إلى استضافة رموزه كتأسيس بنوك ومؤسسات إسلامية.. إلخ.
ورغم تصاعد موجات التعصب الديني التي بلغت حد قطع أعناق المساجد وحظر الحجاب والتهديد بتحريق القرآن، شعائر الإسلام آخذة في تلوين الحياة بلونها، وصنّاع السياسة والفكر مستيقنون أن الإسلام هنا ليبقى شريكا في صنع المصائر والإسهام في إنقاذ الحضارة، بما يؤكد ارتباط المستقبل بالإسلام وأن خيوط شمسه في امتداد "والله متمّ نوره ولو كره الكافرون
يقدم تنظيم الدولة الإسلامية خيارا زائفا بين الدكتاتورية والتطرف. فيما تثبت تونس أن هناك طريقة أفضل. كما تواجه المزيد من ...
قراءة المزيد