انطلقت ، صبيحة السبت 23 ديسمبر 2017، فعاليات الندوة السنوية الأولى لحزب حركة النهضة ، بحضور أعداد غفيرة من إطارات حركة النهضة وقواعدها ناهزت الـ700 شخصا، من أجل تقييم عمل الحزب وعمل القيادة الجديدة التي أفرزها المؤتمر الأخير للحركة.
وقد افتتح رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي الندوة بكلمة ألقاها في منطلقها، ألقى من خلالها الضوء على أهمية هذه الندوة السنوية, التي تنعقد لأول مرة، باعتبارها مؤسّسة وليدة، استحدثها القانون الأساسي الجديد للحركة،وفق ما أكده رئيس الحركة.
و أوضح الغنوشي، في تعريفه بهذه الندوة ، أنها تندرج ضمن مقاربة إصلاحية شاملة لهياكل الحزب ومناهج عمله، منوها بأنها " ستتولى أشغالها مزيد تدقيقها وتحديدها أكثر، بما يساعد على تنزيل مخرجات المؤتمر العاشر، والتقدّم في بناء الحالة النهضوية المأمولة، وبذلك تضيف هذه الندوة لبنة أخرى إلى مرجعية مخرجات المؤتمر العاشر".
و أضاف رئيس الحركة، في سياق متصل، أن “الثورة اثبتت أن الشعب مبدع في تغيير وجه البلاد واحداث المنعرجات التاريخية وانجاز اصلاح حقيقي عبر نخبه المختلفة.. لذا يحق لنا أن نفتخر بأننا ننتمي لتونس البلاد التي تخطت الصعاب والمنعرجات الخطيرة”.
وتابع القول : " لقد التقى الإسلاميون والعلمانيون في إطار الترويكا التي بقيت ناقصة لعدم استيعابها قوى اخرى وتعززت عندما برزت فكرة الحوار الوطني ..لقد ترسخت أكثر الصفة السلمية الجامعة للنموذج التونسي التي بدأت باسقاط قانون العزل السياسي ثم تعززت بالعدالة الانتقالية وأخيرا بالمصادقة على قانون المصالحة”.
وتطرّق الغنوشي إلى الحديث عن الثورة التونسية وقد أشعلت شمعتها السابعة مخصّص حيزا هاما من خطابه لتثمين مزاياها ونعمها ، منوها بأنها قد جاءت "لتجمع مزيجا من الألوان المختلفة من الأطياف السياسية ، الذين أسهمت نضالاتهم على اختلاف اتجاهاتهم في مراكمة الغضب والحلم بالثورة وبناء مجتمع العدل والحريّة"، حسب تعبيره.
"للثورة التونسية مميزات عديدة منها، أنّها أطلقت مسار ثورة الربيع العربي، ودشّنت لحظة تاريخية مستحقة، انتظرتها الشعوب العربية طويلا، وأنّها ثورة سلميّة أطلقها وقادها الشباب في كل جهات البلاد، وخاصة منها الداخلية والأقل حظا من التنمي"، هكذا وصف راشد الغنوشي الثورة معتبرا أنها جاءت لتكون " صرخة صادقة وعميقة، تطالب بتغيير الأوضاع العامة، واثبات حق التونسيين جميعا في المساهمة في إدارة شأنهم العام، وممارسة حرياتهم وحقوقهم الفردية والجماعية، مثل حقهم في التعبير عن آرائهم، وحقهم في التنظم السياسي والجمعياتي، وحقهم في أن تكون مؤسساتهم السيادية منتخبة ومعبرة عن إرادتهم الجماعية. جاءت الثورة أيضا تطالب بالعدل والكرامة، وردم الفجوات بين الجهات والأجيال والنساء والرجال"، وفق تقديره.
هذا و شدّد رئيس حركة النهضة على ضرورة شعور التونسيين بالفخر بانتمائهم إلى تونس التي مثّلت أيقونة ونبراس الربيع العربي، والتي تخطت صعابا كثيرة، واختبارات صعبة، وتهديدات حقيقية ، خرجت منها بشقّ الأنفس من خلال انجاز دستور توافقي و رائد ، وإنجاح محطات انتخابية ديمقراطية ناجحة بشهادة العالم.
وأكد الغنوشي أن تونس لا تزال متمسكة بإنجاح مسارها الانتقالي وهي تواصل سيرها حثيثا من أجل انجاز كل استحقاقات الثورة، سيّما استحقاقَيْ التنمية والتشغيل.
ولم يفت رئيس حركة النهضة أن يثمّن "جهود الشباب الذين يعود الفضل إليهم بدرجة أولى في بلوغ ما بلغته الثورة من نجاحـات، سيّما شباب الجهات الأقل حظّا من التنمية ، والتي عززها صوت النخبة السياسية التي ناضلت لعقود من أجل الحرية والعدل والديمقراطية، وصوت الحركة الحقوقية داخل البلاد وخارجها التي دافعت عن حقوق التونسيين وحرياتهم"، وفق ما جاء في كلمته.
و في ختام كلمته، أكد الغنوشي أن " الثورة التونسية بيتا مشتركا تجتمع فيه العائلة التونسية الكبرى، يدار فيه التنوّع والتعدّد بمنهج التوافق، على أرضية صلبة ومتينة، قوامها مشتركات وطنية جامعة، تعبّر في مجموعها عن حلم مشترك في أفق تونس الجديدة، تونس حرة وآمنة، مزدهرة ونامية، ديمقراطية وعادلة، حاضنة وجاذبة، حديثة وأصيلة" ، وفق تقديره، مشددا على ضرورة مضافرة الجهود والتعاون من أجل تحقيق الحلم المشترك و خدمة الصالح العام، في إطار أجندة وطنية واضحة ومشتركة ذات أولويات مرتبة، وتحت سقف الوحدة الوطنية..
...
قراءة المزيد...
قراءة المزيد