الغنوشي في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة: الوحدة هي السلاح الحقيقي لتجاوز كلّ العقبات والأزمات

10:10:19 2020/10/02

افتتح اليوم 2 أكتوبر 2020 راشد الغنوشي، رئيس مجلس نواب الشعب، الدورة البرلمانية الجديدة التي انطلقت بجلسة حوار مع الحكومة حول الوضع الصحي والاجتماعي والتربوي في البلاد، والإجراءات المتخذة للحد من مخاطر انتشار فيروس كوفيد 19.

وفي ما يلي نصّ الكلمة التي ألقاها:

زميلاتي، زملائي،

نفتتحُ على بركة الله هذه الدورة العادية الثانية من المدّة النيابيّة الثانية آملين أن تكون هذه الدورة مناسبة لمُراكمة الإيجابيات وتجاوز السلبيّات.

ونحن جميعا نتطلّع للارتقاء بأداء مجلسنا إلى المأمول منهُ في تعزيز المنظومة التشريعيّة وجعلها أكثر فاعليّة ونجاعة من أجل الاستجابة لاحتياجات مجتمعنا ودولتنا وإنقاذ اقتصادنا الوطني ممّا يُعانيه من ضغوطات وصعوبات.

ويظلّ طموح مجلسنا التسريع باستكمال لبنات الانتقال الديمقراطي عبر تعزيز مؤسّسات نظامنا السياسي الجديد ومواصلة تركيز الهيئات الدستوريّة والمضي في إتمام مسار المصالحة الوطنية الشاملة بما يُنهي خلافات الماضي ويدفع بنا جميعا على اختلاف انتماءاتنا وتوجّهاتنا للنظر الى المستقبل بأكثر تفاؤل وأمل.

زميلاتي، زملائي،

لقد واجه مجلسنا في الدورة البرلمانيّة الفارطة وضعا صعبا على أكثر من صعيد، فبالإضافة إلى ما يطبع بداية كلّ مدّة نيابيّة من اضطراب، فإنّ مجلسنا قد اشتغل في ظرفيّة تميّزت بغياب الاستقرار الحكومي، انضاف إليها التحدّي الصحي الناجم عن الجائحة الوبائية والتي كانت لها انعكاسات اقتصادية واجتماعيّة عديدة.

وعلى الرغم من ذلك فقد تمكّن مجلس نواب الشعب من كسب رهان تأمين استمرارية العمل التشريعي والرقابي عبر الاستثمار الأمثل لتقنيات العمل عن بعد في سابقة هي الأولى من نوعها في العمل البرلماني التونسي وأيضا على المستوى القاري وفي منطقتنا.

كما كان مجلسنا سبّاقا في التعاطي السريع مع الجائحة من خلال تشكيل خليّة أزمة كان من أبرز ما حقّقته رفع درجة الوعي على المستوى الوطني بخطورة الوباء وضرورة إقرار الإجراءات اللازمة لتفادي ما أمكن من مخاطر جمّة كانت مُحدقة بشعبنا ودولتنا.

وحرص مجلس نواب الشعب على مد جسور التعاون والتنسيق مع بقية مؤسّسات الحكم لتحقيق الانسجام المطلوب وسارع السادة النواب لمنح التفويض للحكومة لمجابهة الوضع بالنجاعة والسرعة المطلوبتين.

لقد كانت الدورة الأولى بالرغم من التحديات التي واجهتها ثرية بالعمل والنشاط إذ عقدنا 51 جلسة عامة منها 6 جلسات في إطار خلية الأزمة، وصادقنا على 42 مشروع قانون من أبرزها مشروع قانون يتعلّق بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومشروع قانون يتعلق بالتمويل التشاركي ومشروع قانون يتعلق بأحكام استثنائية للانتداب في القطاع العمومي، كما عقدت اللجان 450 اجتماعا.

وحافظ مجلس نواب الشعب على عمله الرقابي فعقد 16 جلسة رقابية وتوجه النواب للحكومة بـ 77 سؤالا شفاهيا و1206 سؤالا كتابيا وقاموا ب 29 زيارة ميدانية، إضافة إلى المجهود اليومي الذي يبذله النواب في جهاتهم وبالخارج.

زميلاتي زملائي،

نحن نواجه ظرفيّة وطنيّة دقيقة وصعبة، وعلينا جميعا أن نكون في مستوى ما ينتظره منّا شعبنا، فالأزمة الصحيّة تمثّل اليوم خطرا حقيقيا وقد كشفت ما عليه المنظومة الصحيّة في بلادنا من نقائص واهتراء.

إنّ هذا الوضع سيُضاعفُ من التحديات الاقتصادية والمالية وسيزيد في الضغط على القدرة الشرائية للمواطنين وتعميق الصعوبات التي تعيشها الأسرة التونسيّة، وسيُساهم في مزيد انتشار ظواهر اجتماعيّة غير سليمة على غرار العنف والهجرة غير النظامية والانقطاع المدرسي والبطالة وارتفاع منسوب الجريمة المنظمة وجرائم القتل.

إن بلادنا ولا شكّ في حالة حرب ضدّ هذا الوباء الخطير، وعلينا التفاعل الإيجابي والسريع مع هذا الواقع الصعب والتحلّي بأعلى درجات المسؤولية الوطنيّة والمجتمعيّة حماية لوطننا من كلّ المزالق والانحرافات وتحقيقا لأمنه وسلامته واستقراره.

وهذه الحرب تقتضي رصا للصفوف وأعلى درجات التوافق بين جميع الأطراف الوطنية وانسجاما كاملا بين مؤسّسات الحكم،

وتونس لن تقبل بأن يبقى هذا العدو يُهدّد حياة أبنائها وسلامة دولتها ومناعة اقتصادها الوطني فالأصل أن لا نتعايش مع العدو بل نطرده من ديارنا

إنّ الوحدة الوطنية وتحقيق التهدئة والابتعاد عن التجاذبات داخل المجلس وخارجه هي السلاح الحقيقي لتأمين السبل لتجاوز كلّ العقبات والأزمات، والبرلمان وأعضائه أمامهم مسؤولية جسيمة في قيادة تلك التوجّهات وتكريس روح التصالح والتسامح وإدارة الاختلاف بشكل حضاري وباحترام متبادل.

ولا يفوتنا في هذا الصدد أن نتوجّه بتحيّة إجلال لكافة الإطارات الطبية وشبه الطبية ولقواتنا الأمنيّة والعسكريّة لما يبذلونه من تضحيات وجهود لمكافحة الوباء وحماية أمن بلادنا.

كما نرفع أسمى آيات الإكبار للأسرة التربويّة الموسّعة التي تذلل الصعوبات من أجل سلامة بناتنا وأبنائنا وتأمين مواصلة الدروس في ظروف طيّبة ونثمن مجهود كل مؤسسات الدولة.

صفحة الفايسبوك
قالوا عن الشيخ
الغنوشي قضى عقودا طويلة دفاعا عن الحقوق والحريات في تونس ولكل الشعوب في العالم.. أنا ممتنة جدا للتضحيات العظيمة التي قدمها
الحقوقية سارة ليا ويتسون
الغنوشي قضى سنوات وهو يصارع لإرساء الديمقراطية في تونس.. إنه لأمر مؤسف أن يقضي عيد مولده خلف القضبان
اللورد دانيال هانان
أعلم أنك رجل صبور للغاية، وجودك في السجن هو أمر مؤسف للتونسيين ولكل من يهتمون بالديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم
الكاتب والجامعي نوح فيلدمان
حياة الشيخ راشد الغنوشي كانت حياة عطاء بلا حساب.. لن ينال السجن من إشعاعك وتأثيرك.. كل عام وأنت وأهلك بكل خير
أحمد نجيب الشابي زعيم جبهة الخلاص
حساب تويتر